اليوم بعنا رداء المجد والشرفا
| بخسا بغزة حيث العز قد نُسِفا
|
اليوم بان لذي الألباب أن لنا
| في الذل طول يد تسأصل الشرفا
|
فالجبن يغمرنا كالثوب نلبسه
| أنى مضينا أضعنا المجد، وا أسفا
|
والذل مضطلع في النفس معتصم
| بالدون يرصد في أمجادنا الهدفا
|
نبكي لغزة دمعا غير ذي ألم
| إن التماسيح تبكي خصمها كَلَفا
|
يا أهل غزة عذرا، إننا شهب
| يرمي العدو بها من شاء إن قصفا
|
لسنا بأهل جهاد، إننا نصل
| في قلب أمتنا نستورد التلفا
|
إنا كذاك لأن الخزي ألبسنا
| ثوب الخنوع فعشنا للعدى حُلَفا
|
إن صاح من ألم طفل فما سمعت
| أذن لصرخته، كلا وقد عُرفا
|
الموت فوقهمُ - من هوله - مطر
| ينقض طائره في الناس مختطفا
|
كأنْ مخالبه أسنان منشرة
| في القلب ماضية تستبضع الشَّرفا
|
تزيغ أعينهم رعبا وطائرة
| تغتال إخوتهم والدور والشُّرفا
|
غرثى ، وواد دماء سوف يجرفهم
| يدعون ربهمُ أن يرسل الرضفا
|
يدعون إخوتهم في الدين كي يقفوا
| في وجه طاغية قد راعهم سلفا
|
نادوا مرارا فما ردوا ، فقيل لهم:
| هل يسمع الصم الدعاء؟ كفى
|
لو أن غزة نادت من به نفس
| هَبُّوا، ولكن تنادي النُّكس والجيفا
|
يا أهل غزة أنتم كل هيبتنا
| أنتم بقية مجد بالسنا وُصفا
|
صبرا فكل بلاء سوف يخلفه
| نصر، وأي ظلام ليس منكشفا
|
إن كان ضائرَكم موت فإخوتكم
| ذاقوا الهوان فباعوا الغوث والكنفا
|
فالموت يرفعكم أنتم وينزلهم
| نحو الحضيض بما خانوا به السلفا
|
تبا لهم نُكُسا، باعوا اللوا عبثا
| صدوا العدى رفثا، ويسا لهم خلفا
|
أعداؤنا صنعوا في الأهل مجزرة
| ونحن في شغل لا ننقذ الدنِفا
|
حتى كأن أصول الدين غائرة
| لا أصل يجمعنا إلا الندى الخرِفا
|
يدعون للسلم خصما من بني ثُعل
| والثعلبان بخبث المكر قد شُغفا
|
يأتي بوعد فما ينفك مقترفا
| كل الذنوب وما يأتيك معترفا
|
يغتال إخوتنا -رغما- ونأمنه
| ذلا فيطفئ فينا الجمر والرضفا
|
إن يرم ثائرنا يلهث مقاتلهم
| كالكلب يلهث إن عودِي وإن صُرِفا
|
إن الكلاب تعي الأقوال إن رجمت
| فلترجموه لكيما ترجعوا الشرفا
|
إلا تغيثوا أهالي غزةٍ فلكم
| في الذل منزلة فارعوا بها العلفا
|
إن كنتمُ جيفا فالووا رؤوسكمُ
| أو كنتمُ أسدا فلتنقذوا الصدفا
|