أين هي نخوة المغاربة ؟
الطيب بنعبيد لازلنا نذكر ما جرى عقب مقابلة كرة القدم الحاسمة بين مصر والجزائر.حيث ابتدأت حرب الكلام والتفاخر بين الدولتين كل منهما تعدد محامدها وأمجادها وعظمتها وتفخر برايتها وحضارتها وترى دولتها أعظم دولة وأحسن دولة وتنبش في الماضي لإثبات ذلك .حدث رياضي حرك الشعبين فعبر كل منهما على حبه العميق والصادق لبلده. وآنذاك تذكرت حبي لوطني واسترجعت بدوري تضحيات المغاربة في عهد الاستعمار بكل غال ونفيس من أجل هذا الوطن.كما تذكرت تعلق الشعوب بوطنها وتعبيرهم عن هذا الحب والتعلق كالأستاذ الفرنسي الذي كان يحي علم بلاده كل صباح أمام التلاميذ داخل القسم ليعطيهم النموذج في حب الوطن.تذكرت العامل التونسي الذي طعن رب معمله الفرنسي بفرنسا لأنه أهان تونسيا آخر تهاون في عمله فثارت في نفسه حمية القبلية وانتقم من رب المعمل وهو يعلم أنه قضى على مستقبله،وتذكرت صورة المرأة السورية التي صفعت إيطاليا بايطاليا عندما عير مغاربيا مهاجرا لا تعرفه بالهمجية . واسترجعت صور الفلسطيني الذي مات ولا زال من أجل بلده . وحضرت بقوة في مخيلتي قصة المعتصم الذي حرك جيشا استجابة لنداء امرأة عربية... صور كلها تعبر عن تلك النخوة العربية التي تعتبر مفخرة عظيمة رغم مبالغتها أحيانا..
وفي مقابل ذلك
إسودت الدنيا أمام عيني وأنا أتذكر موقف المغربي الذي نعته صاحب المعمل الفرنسي بالكلب فواصل عمله دون أن تتحرك نخوته ولا نخوة المغاربة العاملين معه.وتذكرت عشرات المقالات التي تهين كرامة المغاربة بسبب أو بدون سبب وكلما سنحت لها الفرصة. وتساءلت لماذا لا يدافع المغاربة عن أنفسهم لتحصل مفاجأة من العيار الثقيل في أسبوع واحد فقط من حياتي العادية لقد توالت أحداث في أسبوع واحد تعبر بكل أسف عن النقيض تماما للنماذج السابقة المتمسكة بوطنيتها والفخورة بانتمائها.
- لاحظت أن عددا كبيرا من التلاميذ يكرهون لحظة تحية العلم الصباحية ويعتبرونها سخافة محرجة فلا يرددون النشيد الوطني،بل تغيب عنهم أغلب مفرداته رغم أنهم يسمعونه منذ سنوات،
- وفي نقاش سمعته صدفة بين شابين في الطريق قال أحدهما للآخر: إن مزابل أوروبا خير عندي من جنة المغرب فابتسم الثاني ورد عليه بكل وقاحة : والله انت محق
-. استقلت سيارة أجرة فبدأ أحد الركاب في سرد عيوب المغرب سبا وشتما ثم أطفأ المذياع وقال ضاحكا كل شئ في بلدي قبيح حتى الإذاعة الوطنية.وقالت امرأة : الفن انتحر لما وصل الى المغرب
عدت إلى البيت وأشعلت التلفاز عساني أخفف من الصدمات المتتالية التي أشعرتني بالمرارة فبدأت أستعرض القنوات الفضائية وقد صادفت مع استغرابي برامج عن مظاهر الانحراف في المجتمعات كانت تستشهد في أغلبها بالمغرب نموذجا لهذه الظواهر الفاسدة. وكلها تجريح ومن طرف ضيوف هذه البرامج وهم من المغاربة أنفسهم.
- فمن المغاربة من يؤكد بأن المغرب بلد السحر بامتياز كما ورد في القناة الإخبارية العربية
- ومنهم من يرى بأن المغرب مصدر المخدرات بحسب القناة الفرنسية tv5 على لسان المغاربة .
- وفي قناة نسمة التونسية مغربية تقول بأن المغاربة يأكلون كل شئ في خروف العيد ويشربون حتى دمه
- .وفي القناة الجزائرية مغربي خائن يتهم بلده بخرقه لحقوق الإنسان ويستعرض نماذج شادة أو مختلقة ليشوه بلده بكل وقاحة إرضاء للآخر.
-أما القناة اللبنانية lbc فإنها تقدم شهادات لمغربيات منحرفات يتهمن المغرب بأنه بلد جنس ودعارة ومثلية ولواط بامتياز ويفتخرن بمغامراتهم المنحرفة
وبعد المقارنة بين نخوة الآخرين أتساءل عن مصير بلد هؤلاء هم أبناؤه،فكيف فقدنا نخوتنا وأصبحنا ننشر الرياء والكذب والتجريح عن وطننا على الفضائيات والأنترنت ونقبر محاسننا وأفضالنا فيتصور العالم بأن بلدنا بلد الانحراف واللاحقوق؟... ومتى يتحرك ضميرنا فنعتز بوطنيتنا كما تعتز الشعوب بأوطانها.علما بأن بلدنا يمتلك من المفاخر والمميزات ما قل نضيره عند الشعوب الأخرى وما قد يسجل بماء الذهب لعظمته وسمو مكانته؟
فأنا وبكل فخر أعتز بانتمائي لبلدي العظيم المغرب.