فنان قادم من جنوب المغرب، ارتدى عباءة الولع بالموسيقى المغربية منذ حداثة سنه، صوته يوحي للسامع بالشجن وبأحاسيس مرهفة، سبق وأن شارك في محافل فنية غنائية بتقليده لرواد الأغنية المغربية، فغنى من ريبرتوار الفنان عبد الهادي بلخياط (لاتقوليش انساني) ومحمد الحياني (أنا حر، راحلة...)، وعبد الوهاب الدكالي ( ياالغادي فالطوموبيل)، وعزيزة جلال ( نقلت عيوني)، وغيرهم... درس أصول الموسيقى ومبادئها حتى يكون ثقافة موسيقية تساعده على صقل موهبته، فاختص في العزف على آلة العود..وبعزفه عليها استطاع أن يكون مطربا وملحنا، يتعلق الأمر بالفنان الواعد توفيق شكران الذي يشق طريقه بثبات في الميدان الفني عامة والموسيقى والأغنية المغربية خاصة، وحتى يخرج عن التقليد، لحن وغنى قطعة غنائية عنوانها * أكبر من الدنيا والعالم * التي كتب كلماتها الشاعر عمر التوزاني تقول كلماتها :
حبي أكبر والله عالم من الدنيا والعالم
أمي يا أطيب قلب يشوفك الحظ ويبتسم
عشت صغري فحضانك فظل عطفك وحنانك
يا كمرة ضاوية فالدار تنوري طريق ولادك
فضلك علي ما يتحد مهما نوصف أو نعد
سهرتي لأجلي الليالي وفرشتي لي الهناء والسعد
كلامك نور يهديني لطريق الخير والصلاح
وبعطفك تشمليني قلبك حنين وسماح
برضاك سعدي يزيان يا بسمة حبي وأمان
قدام الربح والتيسير نبع الرحمة والحنان
أنت القلب الصافي أنت الحضن الدافي
بالصبر ربي ودك من طبعك ما تحافي
قدرك شحال ربي علاه وصى كثير بالوالدين
رضاك من رضى الله طابع الربح عالجبين
معه، وحتى نتعرف عليه قرب كان لنا معه لقاء يحكي ظروف وإنجاز المولود الفني الجديد حيث يقول: " قدمت إلى الرباط لتسجيل قطعة غنائية أكبر من الدنيا والعالم والتي أعتبرها انطلاقتي الأولى، وقد تطلبت مني في التسجيل ما يناهز عن 20يوما وهذا في حد ذاته أعتبره بصمة في مساري الذي أتمنى أن أكون فيه عند حسن ظن الجمهور العزيز، أثناء التسجيل لم أعطي للعمل الرونق الذي يستحقه ..واستشعرت أنه هناك حلقة مفقودة أثناء الأداء، وحين تم إعادة تسجيلها وجدت ضالتي بفضل التقنيات التي قام الأستاذ أحمد المحجور في التوزيع الموسيقي للأغنية ... و في وقت غير بعيد اتصل بي الأستاذ عمر التوزاني ليخبرني أن الأغنية نجحت وهناك عمل آخر بانتظاري مع الأستاذ والفنان أحمد كورتي، كان هذا خبرا استقبلته بنشوة وفرحة عارمة، وتم اللقاء بالفنان الملحن أحمد كورتي الذي أسمعني مقطعا من العمل الجديد ...أتمنى صادقا أن تتاح لي الفرصة في التعامل وأن تكون هناك أعمالا أخرى مع الفنان أحمد كورتي والفنان الشاعر الغنائي عمر التوزاني".
وفي نفس اللقاء كان حاضرا فيه فنان لحن للعديد من الفنانين أعمالا إبداعية نذكر منها ( فهموني يا ناس، دمعة على المحبوب، زينو ملكني،خير وسلام للفنان عبد المنعم الجامعي)، و (موال الحب للطيفة رأفت) و (يا صبية للفنان محمود الإدريسي)، و (ريحة البلاد للفنان عماد عبد الكبير)، و (الزمان طويل للفنان إسماعيل احمد)، وغيرها من الأعمال الإبداعية، يتعلق الأمر بالملحن أحمد كورتي الذي لحن للفنان الواعد توفيق شكران (راجع ليك تاني يا وطني) التي كتب كلماتها الشاعر الغنائي عمر التوزاني، يقول في حق الفنان الواعد توفيق شكران : " أعتبر الظروف التي تم اللقاء فيها مع الفنان الواعد توفيق شكران من أسعد اللحظات، وهذا جاء صدفة عن طريق الفنان والشاعر الغنائي عمر التوزاني، الذي تجمعني وإياه أعمال كثيرة وكانت ولله الحمدناجحة، فتعاملي مع الفنان توفيق شكران لم يكن صعبا حيث أن صوته شجي وطروب وسريع الحفظ، لديه إحساس مرهف في أدائه للقطعة وهذا واضح جليا في القطعة الأولى (أكبر من الدنيا والعالم) وهذا ما شجعني واقتنعت به قناعة تامة في إسناد القطعة الثانية (راجع ليك تاني ياوطني) والجميل أن التسجيل كان تلقائيا دون آلات كانت النتيجة مرضية ...أتمنى من قلبي الخالص كل التوفيق والنجاح للفنان الواعد توفيق شكران والمضي نحو الاستمرارية والإبداع ".
خاتمة اللقاء الفني أن الثلاثي الشاعر الغنائي عمر التوزاني، والملحن القدير أحمد كورتي ، والمطرب الواعد توفيق شكران، يشكلون هرما جديدا ولامعا للأغنية المغربية التي ستظل في الأوج مهما مر عليها من عثرات.
بقلم سمية مدغري علوي