إحتفاء بيوم التاريخ وإحتفاء بالوطن، وتخليدا لذكرتي المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الإستقلال المجيد نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مكناس – تافيلالت بتنسيق مع النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحريرحفلا ثقافيا وفنيا تحت شعار " دور مدرسة النجاح في حفظ الذاكرة وتمتين أواصر الوحدة الوطنية ". وفي كلمة بالمناسبة أكد السيد مدير الأكاديمية أن اختيار شعار هذا الحفل لم يكن اعتباطيا، بل هو نابع من حرص الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين على صيانة الذاكرة التاريخية والتراث النضالي للعرش والشعب وجعل ملاحم المغرب راسخة في القلب والذاكرة، وحرصها على إشاعة ثقافة الوطنية والمواطنة والسلوك المدني في أوساط و صفوف التلاميذ، وتنويرهم بإضاءاتها ليكونوا خير خلف لخير سلف ومؤهلين لمواكبة الإصلاحات والأوراش التنموية الكبرى التي انخرطت فيها بلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
وأكد السيد مدير الأكاديمية في كلمته أيضا أن هذا الحفل يندرج في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى الإعتزاز بملاحم العرش والشعب، واستلهام قيم الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية، واستحضار مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، و مضامين البرنامج الإستعجالي الرامية إلى الاعتزازبالقيمة التاريخية والمكانة الوازنة والمتميزة لملاحم العرش والشعب التي يزخر بها سجل تاريخ المغرب الطافح بالأمجاد والبطولات والمكارم.
كما أكد السيد المديرفي كلمته على حرص وزارة التربية الوطنية على جعل منظومتنا التربوية تواكب مرحلة استرجاع الاستقلال ومتطلبات بنائه، وحرصها على جعل ترسيخ مقومات الهوية المغربية العريقة بوحدة ثوابتها في التوجيهات التربوية، وفي المناهج والبرامج بصياغات صريحة وواضحة،
كما أكد السيد المدير في كلمته على حرص الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مكناس – تافيلالت على تشجيع إحداث النوادي الثقافية والعلمية بما فيها خلايا حقوق الإنسان والمواطنة، باعتبارها مجالا للتمرن على الأساليب الديمقراطية والارتقاء بمنظومة القيم. وحرص الأكاديمية أيضا على إحياء المناسبات الوطنية باعتماد مختلف صيغ التعبير والإبداع لما تقتضيه مكانة الأعياد الوطنية في التاريخ المغربي الغني بالملاحم، هدفها جعل المدرسة المغربية مدرسة النجاح والمواطنة، وفضاء لحفظ الذاكرة وتمتين أواصر الوحدة الوطنية.
وأكد السيد المدير أنه يحق للمغاربة جميعا، بعد مرور 55 سنة من الإستقلال، و35 سنة عن انطلاق المسيرة الخضراء، أن يعتزوا بالمنجزات التي حققها المغرب على درب البناء والتشييد والوحدة، إذ فتحت أوراش كبرى، موازاة مع مواصلة مسيرة صيانة الوحدة الترابية للمملكة، وإذكاء إشعاع المغرب الحضاري كبلد للسلام والتضامن والتسامح والاعتدال والقيم الإنسانية المثلى و إن خير وفاء لبطل التحرير الذي آثر المنفى على التنازل عن عزة وسيادة الوطن، وإن خير وفاء لروح مبدع المسيرة الخضراء، وإن خير وفاء لشهداء الاستقلال، ولتضحيات كل من لبى نداء الوطن للانخراط في مسيرة استكمال الوحدة الترابية، ولكل شهداء الواجب الوطني، هو تأكيد العهد الوثيق بعدم المساومة أو التفريط ولو في شبر من مغربنا العزيز، والتعبئة الشاملة والمستمرة خلف عاهل البلاد، الساهر على وحدة المغرب وسيادته، من أجل الدفاع عن المقدسات والثوابت الوطنية.
وفي مبادرة متميزة أبت الأكاديمية إلا ان تجمع خلال هذا الحفل بين جيل ناضل من أجل استقلال وحرية المغرب، وجيل لبى نداء المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه للمشاركة في المسيرة الخضراء المظفرة لتحرير الصحراء المغربية، وجيل مدرسة النجاح الذي يراهن عليه المغرب للمساهمة ومواكبة الأوراش التنموية الكبرى التي انخرطت فيها بلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
ولقد تم خلال هذا الحفل تكريم وتوزيع الشواهد التقديرية على عينة من نساء ورجال المقاومة وعلى عينة من متطوعات ومتطوعي المسيرة الخضراء المظفرة. كما تم توزيع الجوائز والشواهد التقديرية على التلاميذ الفائزين في مسابقة الإبداع الفني والأدبي التي نظمتها الأكاديمية تخليدا لذكرتي المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الإستقلال المجيد.
ولقد تضمن هذا الحفل عرض شريط " ذاكرة وطن : من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " من إنتاج المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي، وعرض مسرحية " ملحمة الضياء " ( مدرسة الأندلس. نيابة مكناس ). كما قدمت المجموعة الصوتية الجهوية أغاني وطنية خالدة.
ولقد حضر هذا الحفل السيد النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السادة المنتخبون، السادة رؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية والنيابات، السادة المفتشون، والمديرون، والأساتذة ،ورؤساء جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، وممثلو التنظيمات النقابية، ممثلو وسائل الإعلام، ونساء ورجال المقاومة ومتطوعات ومتطوعي المسيرة الخضراء المظفرة وتلاميذ المؤسسات التعليمية.