حيثيات رأس السنة الأمازيغية
بقلم: ياسين أوشن، طالب بماستر الصحافة المكتوبة باللغة العربية
كثيرا ما نسمع بالاحتفال برأس السنة الأمازيغية على ألسنة المتكلمين بهذا اللسان العريق عراقة التاريخ الضارب في أعماق الفكر الإنساني والذي يصادف 13 يناير من كل سنة، لكن دون علمنا ومعرفتنا بوقائع ومجريات هذا الاحتفال. فإذا سألنا مثلا شخصا مغربيا عن السنة الميلادية فسيكون على بينة بها لأنها السنة المعمول بها رسميا في الإدارات والمؤسسات العمومية (2013) . أما السنة الهجرية فهي سنة تقل أهمية عن الميلادية، لكن على العموم فإن الإعلام يسلط الضوء على هذا التاريخ الذي يكاد المسلمون يجهلونه أو بالأحرى دواعي الاحتفال به (1434) . لنصل إلى السنة الأمازيغية -لأنها صاحبة الحظ الأوفر في هذا المقال - التي يجهلها غير الناطقين بالأمازيغية فوق أرض أمازيغية أو بالأحرى الأمازيغوفوبيون أنفسهم الذين لا يعلمون حيثيات اللغة التي تتداولها ألسنتهم .
والآن، تجدر الإشارة إلى ضرورة إماطة اللثام وكشف الأوهام ثم إزالة الأقنعة عن حقائق تاريخية يشهد عليها التاريخ نفسه، كما أن الباحثين الأنثروبولوجيين أكدوا أنها حقائق طمست وأسدل عنها ستار الترك و الهجران وحالت دون تمكن المغاربة أجمعين من إدراك أن لهم سنة أخرى يجب الإقرار ثم الاعتراف برسميتها، وأن تتخذ- شأنها في هذا شأن باقي المناسبات الأخرى- عيدا وطنيا، و التي وصلت اليوم إلى 2963 .
_ ترى ما هي حيثيات هذا التقويم الأمازيغي ؟؟؟
_ و هل يحتفل الأمازيغيون برأس سنتهم و كيف ؟؟؟
_ ثم ما هي التقاليد والعادات المرتبطة بهذا الاحتفال القديم-الجديد؟؟؟
يعد التقويم الأمازيغي من أقدم التقويمات التاريخية التي استعملها البشر، حيث أكد الباحثون في شعوب البحر الأبيض المتوسط أن هذا التقويم يؤرخ لانتصار الملك الأمازيغي " شيشونك " على ملك الفراعنة "رمسيس الثالث" و هذا الحدث وقع (950) سنة قبل الميلاد، و هذا ما جعل شيشونك يصل إلى عرش السلالة الثانية والعشرين (22) للفراعنة. لذلك فرأس السنة الامازيغية يصادف يوم 13 يناير من كل سنة، ففي هذا اليوم ( الليلة) يقوم الأمازيغيون بالاحتفال بهذه المناسبة لاسيما في المنطقة التي أنحدر منها ( تونفيت) المنتمية جغرافيا إلى الأطلس الكبير الشرقي والتابعة إداريا لعمالة ميدلت ، إذ تقوم العائلات بإعداد كسكس مليء بأنواع مختلفة من الخضر مع وضع نواة التمر وسط حبات الكسكس دون معرفة مكان تواجدها، و أثناء تناول العشاء رفقة الأسرة والعائلة يكون من عثر على النواة أولا هو المسؤول عن شؤون البيت لطيلة عام كامل و له كامل الحق في التصرف داخل الأسرة.
بيد أن هذا لا يعني أن الكل يحتفل بالطريقة نفسها، بل إن مظاهر الاحتفال تختلف من منطقة مغاربية إلى أخرى لكن بالطبع تحت مظلة "رأس السنة الأمازيغية ".
إلى هنا توقف القلم، لكن تجدر الإشارة إلى قول سنة سعيدة لكل من هو مغاربي سواء كان ناطقا بالأمازيغية أو ناطقا بالعامية... و شهية طيبة لكل المحتفلين.