تماشيا مع التوجيهات السامية لرائد الأمة جلالة الملك محمد السادس نصره الله والتي تتجلى في الاعتناء بتراثنا المتنوع واستثمار جوانب منه في حاضرنا، وسعيا وراء تنمية شاملة، وكذا الاهتمام بالشأن الثقافي الذي يحفظ لنا هويتنا ويصون لنا تواجدنا كأمة لها تاريخ وحضارة في زمن العولمة والحداثة، تعرف بلادنا في السنوات الأخيرة تنظيم مهرجانات وملتقيات ذات طابع يهتم بالفنون الشعبية والتراث ككل وذلك في عدد من المدن والقرى، تشرف عليها إما وزارة الثقافة والسلطات المحلية والمجالس المنتخبة أو المجتمع المدني من جمعيات ممارسة لهذا التراث، بل تشكل إلى جانب ذلك محطات لتعميق معرفة الباحثين والأجيال الصاعدة بالموروث الفني المغربي المتنوع.
ويعتبر الملحون من أغزر الفنون والآداب الشعبية إنتاجا، وأوسعها انتشارا بين مختلف شرائح المجتمع المغربي، نظرا لأهمية مضامينه، وتنوع أشكاله وروعة إيقاعاته، ومستوى لغته الواقعة وسطا بين الفصحى والعامية، ولعل هذا التميز الذي يتفرد به الملحون هو ما جعل هواته والمعتنين به وعشاقه عامة، وحتى بعض شعرائه يتجاوزون الانتساب لطبقة العامة إلى فئات العلماء والحكام مهتمين به طربا وإنشادا وبحثا وإبداعا كذلك.
ومنذ سنوات خلت، فكرت الجمعية الرودانية لهواة الملحون بتارودانت في مبادرة تروم التفاعل الإيجابي والبناء مع فن الملحون بغزارته وتنوعه وتجدره في وجداننا الجماعي، وانطلاقا من هذه الهواجس جاءت فكرة ملتقى رودانة لفن الكريحة والملحون، لتجيب على بعض هذه الملاحظات ولتقييم المقارنة فيما بين طريقة تعاملنا مع تراثنا الفني المغربي في بعض تجلياته، وبين تعامل أمم أخرى مع ارث أجدادها، وكان إصرارنا الملح على وضع وتوثيق فنون أخرى على هامش اشتغالنا بفن الملحون من قبيل : الدقة، عيساوة، حمادشة، هوارة، كناوة… إلخ.... وقد اتخذ كشعار لها : * الكريحة الرودانية من التأسيس إلى الترسيخ *. أيام 23-24-25 نونبر 2012
سعادتنا هذه السنة، تمثلت في النجاح الكبير الذي عرفته الدورة الأولى بشهادة جميع الحضور من الجمعيات الوطنية المشاركة في الدورة والمنشدين الوطنيين في تراث الملحون.
وفي إطار الاتفاقية المبرمة مع جمعيات مماثلة لنا فإننا سنستضيف كل من جمعية سبعة رجال من مراكش، جمعية أحمد برقية من أزمور، جمعية فضاء مكناس لطرب الملحون، الجمعية النسوية لطرب الملحون بمكناس، جمعية هواة الملحون بالقنيطـرة جمعية مولاي عبد العزيز العبدلاوي بمكناس وجمعية أرفود لطرب الملحون.
أهداف الملتقى :
à خلق أداة فعالة تخدم تنمية وإنعاش القطاع الثقافي والسياحي بتارودانت.
à تقديم طبق فني رفيع الجودة يستجيب لذوق الجمهور ويمكنه من اكتشاف جمالية هذا الفن.
à توفير إطار علمي يلتقي خلاله المهتمون بهذا اللون الفني دراسة وتوثيقا.
à إظهار ما تزخر به مدينة تارودانت من تراث.
à خلق تنمية الذوق، وتربية الحس الجماليين لدى الساكنة والمحبين.