في رحاب الجامعة
أخي الفاضل سعداء بكم لتواجدكم معنا
مساهمتكم الفكرية و الفنية و توجيهاتكم حافز لنا للتألق و تجاوز الهنات
راسلونا عبر البريد الإليكتروني:
luobleb@yahoo.fr
0663065799/0651370505/0535538116
عيد مبارك سعيد
لولوج الموضوعات إضغط على : المنتدى . بعد ذلك اضغط على : المنتدى الأول . ( و هكذا يمكنك اختيار المواضيع )
في رحاب الجامعة
أخي الفاضل سعداء بكم لتواجدكم معنا
مساهمتكم الفكرية و الفنية و توجيهاتكم حافز لنا للتألق و تجاوز الهنات
راسلونا عبر البريد الإليكتروني:
luobleb@yahoo.fr
0663065799/0651370505/0535538116
عيد مبارك سعيد
لولوج الموضوعات إضغط على : المنتدى . بعد ذلك اضغط على : المنتدى الأول . ( و هكذا يمكنك اختيار المواضيع )
في رحاب الجامعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في رحاب الجامعة

فضاء ثقافي ،تربوي، فني ،و علمي ينقلك إلى عالم العلم والمعرفة و يقربك و بشكل مباشر إلى جديد الأنشطة العلمية المتميزة بالجامعة و رصد التظاهرات المختلفة داخل المغرب وخارجه -هكذا أردنا و من هنا سننطلق في ثبات بغية خلق إعلام هادف وتواصل أعم. زيارتكم دعم لنا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ســـابير : يمكن لهولا ند إعادة توجيه أوربا دون إحداث أزمة ، ترجمة قاسم شرف ــ فرنسا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
belboul
Admin
belboul


عدد المساهمات : 1436
نقاط : 4414
تاريخ التسجيل : 30/03/2010
الموقع : المغرب -مكناس

ســـابير : يمكن لهولا ند إعادة توجيه أوربا دون إحداث أزمة ، ترجمة قاسم شرف ــ فرنسا  Empty
مُساهمةموضوع: ســـابير : يمكن لهولا ند إعادة توجيه أوربا دون إحداث أزمة ، ترجمة قاسم شرف ــ فرنسا    ســـابير : يمكن لهولا ند إعادة توجيه أوربا دون إحداث أزمة ، ترجمة قاسم شرف ــ فرنسا  Icon_minitime1السبت مايو 19, 2012 4:21 am


ســـابير : يمكن لهولا ند إعادة توجيه أوربا دون إحداث أزمة


ترجمة قاسم شرف ــ فرنسا

سُئل الخبير الاقتصادي جاك سابير حول الرئيس الفرنسي الجديد وانعكاس التداعيات الدولية المحتملة لهاته الانتخابات ، فهو يشجعه على عدم الاستسلام لإملاءات برلين وبروكسيل والنهوض علانية بالأزمة للوصول بأوربا نحو نمو متعدد السرعة. والعمل على إعطاء الدور الحقيقي لفرنسا

1- يوم 6 مايو الأخير ، انهى فوز الحزب الاشتراكي 17 سنة من حكم اليمين بقصر الاليزيه .لمن الحزب الاشتراكي لم يحصل إلا على 15.6 في المائة من الأصوات ضد حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية . هل بإمكانكم تحليل نتائج هاته الانتخابات الرئاسية ؟ وهل تعتقد أن ذلك ينطوي على النزعة الاجتماعية والسياسية لفرنسا ؟

الانتخابات الفرنسية لحظة أساسية في الحياة السياسية الفرنسية . في الجولة الأولى من هاته الانتخابات كانت المفاجئة الحقيقية هي النتيجة المهمة (18.5 من الأصوات ) التي حققتها مارين لوبين (الجبهة الوطنية ) . حزب شعبوي يميني يصل إلى المركز الثالث . والنتيجة الثانية والمهمة من الجولة الأولى هي كون الحزبين التقليديين ، الحزب الاشتراكي وحزب اتحاد من أجل حركة شعبية (الحاكم ، يمين وسط ) لم يبلغا 30 في المائة من الأصوات .

فالسخط تجاه الأحزاب التقليدية لم يظهر فقط في نتيجة مارين لوبين ولكن في نتيجة مرشح جبهة اليسار (أقصى اليسار ) ، جان لـوك ميلانشو الذي تجاوز 11°/° من الأصوات . فأصوات الاحتجاج ضد النظام السياسي قد تجاوزت بذلك 30 °/° إذا ما أضفنا لهم الأحزاب الصغيرة المنتمية لأقصى اليسار ، فهي أكثر مما حققه كل من فرانسوا هولاند أو نيكولا ساركوزي .

لقد أكدت الجولة الثانية معالم نتائج الدور الأول . فالناخبون الذين صوتوا لفرانسوا هولاند صوتوا ثانية بأغلبية ساحقة ضد ساركوزي . هذا ليس تصويت انخراط بل هو تصويت من أجل الرفض .وعلاوة عن ذلك ، صوت أكثر من 2.1 مليون بورقة بيضاء ( ذلك أن جزء من 6 ملايين الذين صوتوا لمارين لوبين )في حين أن الفارق بين فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي هو فقط 1.2 مليون صوت . فالمرشح الاشتراكي لم يحصل على " ولاية " واضحة ، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الرفض لسلفه والجزء المهم من الفرنسيين الذين لم يعترفوا لا بهذا ولا بالآخر منم هؤلاء المرشحين . هاته نقطة مهمة يجب أخذها بالاعتبار إذا ما ننظر إلى النتائج النهائية .

2- ما هي الانشغالات الاقتصادية الأساسية للفرنسيين ؟ التضخم ، الدخل ، البطالة ، التقاعد .... ما هي المشاغل التي تقلقهم أكثر ؟

بكل وضوح ، هي الآن الانشغالات الاجتماعية التي تتحكم في الحياة السياسية الفرنسية ، مثل البطالة ، القدرة الشرائية ومشكلة العدالة الاجتماعية ، ومشكل آخر ينطوي على توزيع الدخل . لكن هناك قلق كبير من المستقبل . فأكثر من 60 °/° من الفرنسيين يعتبرون أن وضعية البلاد ستستمر في التدهور في السنوات القادمة . هذا التشاؤم في الرأي الفرنسي هو أكبر السمات الأساسية في الفترة الراهنة .

لقد شهدت أوربا في السنوات الأخيرة تطورات مهمة لكن فرنسا تأثرت في تفتيت عملية التصنيع . فالناس يشعرون جيدا بتهديد ، مباشر أو غير مباشر ، في عملهم وفي شروط حياتهم . فردود الفعل البَــشَـــرية (متعلق بالبَــشَرَة ) ، حيث المهاجرون هم ضحايا ، جزء منها مرتبط بهاته الظاهرة ( ظاهرة الهجرة) . لكن الناس يشعورن كذلك أن الهجرة ليست وحدها حقا المشكل الرئيس . هناك قلق شديد لدي السكان الذي يرتفع ، ولا أحد من الأحزاب المهيمنة على الطيف السياسي يأخذ بعين الاعتبار ولا الأسباب الحقيقية لإيجاد إجابات .

هذا الشعور بالتخلي ، سواء كان اقتصاديا ، اجتماعيا أو حتى إقليميا – هنا نتكلم على إغلاق المدارس ، المكاتب البريدية في البلدات الريفية الصغيرة ، يُــوَلد تصويتا من اغضب . فالناس ليس لديهم إحساس بالتخلي فقط وإنما أيضا ازدراء من قبل القادة الذين تحالفوا مع " البنيتقنية " لبروكسيل . فتصويت الاحتجاج ( الغضب ) الآن يتجسد في جانب منه لمارين لوبين وفي جانب آخر التصويت لصالح زعيم جبهة اليسار جان لوك ميلانشو .

3- فرانسوا هولاند يفضل النمو على الشدة ، الزيادة في الضرائب على خفض الضريبة ، هل يصل لرصد الموارد المالية الكافية وبالتالي لازيادة في الضرائب ؟

سؤال الموارد المالية مرتبط في الواقع بالنمو . كل الخبراء الاقتصاديين يعرفون أنه إذا كانت لديك ثروة ذاتية تزداد ( عبر نمو ثروتك الحقيقية ولكن أيضا من خلال التضخم ) آنذاك فالضرائب تجلب مزيدا من المال . وبالعكس ، إذا ما ركد الثروة ، لا بل انعقد ، فإن عائدات الضرائب تتقلص أكثر من نسبي . لم يذكر في هاته الحملة ، والتي عرفت بأن معظمهم اقتصاديين ، أن فرنسا محتاجة لنمو حقيقي وتضخم . ولكن ما دمنا ننتمي لمنطقة اليورو فإننا لا نستطيع ولا يسمح لنا بتضخم مرتفع عن تلك الدول المجاورة لنا مباشرة ، إضافة أن آفاق النمو تبقى اليوم ضعيفة .

إن فرانسوا هولاند يريد انتزاع من ألمانيا سياسة اقتصادية جديدة لمنطقة اليورو . لكن في السياق الحالي ، فهذا سينطوي على مواجهة مهمة وطويلة مع الحكومة الألمانية . يمكن أن نشك أن فرانسوا هولاند غير مستعد لذلك . على أي حال ، لا يوفر لنفسه الوسائل . فالحل الوحيد الذي يتوفر عليه هو توزيع الدخل ، ولكن ، فمجال المناورة هنا محدود .

4- ولكن هاته السياسة تنذر بحصول آثار ضارة مثل المقاومة أو تهرب الأغنياء من الضرائب . هل تعتقد أن الحكومة الجديدة قد تتغلب على هكذا مشاكل ؟

التملص من دفع الضرائب يمثل مشكلة حقيقة ، لكن ما يجب معرفته أن الأمر لا يتعلق بالأفراد فقط بل حتى بالمقاولات . فالطريقة الوحيدة الفعالة حقا لمراقبة الضرائب ترتكز على وضع ضوابط على تنقل راس المال . ليس هناك شيء في برنامج فرانسوا هولاند يسر في هذا الاتجاه . فالتدابير التي تنوي الحكومة القيام بها ستكون ذات فعالية محدودة ومؤقتة .

5- هل تتوقع أن الزب الاشتراكي سيحصل على أغلبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجري في الشهر المقبل ؟ إذا لم تكن هاته هي الحالة ، هل يمكن التحالف مع اليمين . في هاته الحالة ، فتشكيل ائتلاف حكومي ضروري . أيمكن أن يحصل هذا السيناريو ؟

هناك نوع من الشك كي يحصل اليسار على الجمعية الوطنية في الانتخابات المقبلة . في واقع الأمر ، في النظام الانتخابي الفرنسي ( فردي ، الدائري الأغلبية في الدور الثاني ) هناك تحالفات في المقام الأول في الدورة الثانية .والحالة هاته ، إذا ما وقع تحالف بين الحزب الاشتراكي وحزب الخضر وجزء من الوسطيين وهو إمر طبيعي ، فإن الأمر غير مقبول في اليمين بين حزب اتحاد من أجل حركة شعبية و أنصار السيدة مارين لوبين . هاته الأخيرة تجاوزت 12.5 °/° في الجولة الاولى ، ويمكن أيضا أن يواصل مؤيدوها في الجولة الثانية ترشيحه في أكثر من 350 دائرة انتخابية ( من أصل 551) ، إلا في حالة بعض التوافقات المحلية ، فلن يتم اتفاق بين مرشح اتحاد من أجل حركة شعبية ومناصر مارين لوبين للانسحاب .

من المحتمل أن يشهد حزب اتحاد من أجل حركة شعبية هزيمة شديدة جدا ، ويمكن أن تتقلص المقاعد البرلمانية للحزب الحاكم إلى 250 مقعدا أو أقل ، ويفيد التقدير الأولي أنه سيفقد حوالي 100 مقعد في البرلمان المقبل . في الواقع ، يبدو أن القادة الحاليين لهذا الحزب عليهم أن يتعبئوا أكثر للمعركة من أجل محاولة الحد من هاته الهزيمة والحصول على انتصار في الانتخابات البرلمانية .

السؤال الحقيقي إذن هو معرفة ما إذا كان الحزب الاشتراكي سيستفيد من أغلبية مطلقة من أصواته الخاصة أم لا ، أو إذا ما كان في حاجة لبرلمانيي الجبهة اليسارية والخضر من أجل أغلبية مطلقة .

6 - إذا لم ليحصل الحزب الاشتراكي على الأغلبية ، فهولا ند سيتعرض للضغط لتغيير سياسته. خاصة في الحالة التي يشكل فيها الحزب الاشتراكي حكومة ائتلافية ، فهو مجبر للتنازل بعض الشيء. هل تعتقد أن فرانسوا هولاند سيفي بوعوده ؟

لهذا السيناريو حظوظ قليلة جدا للتحقق نظرا للأسباب التي سردتها سابقا . لكن من الواضح أيضا أن فرانسوا هولاند سيشهد مجموعة من الصعوبات للوفاء بوعوده . إذا افترضنا أن الأزمة ستزداد سوءا ، آنذاك لا يمكن أن يستبعد أي أحد وستبرز حكومة وحدة وطنية وذلك في غضون سنة أو سنتين . لكن هذا الحل السياسي في الواقع هو حل ترقيعي ، وهذا سيساعد عمليا الأحزاب التي تعارض جذريا النظام السياسي الحالي .

فالتطور السياسي بـــ" اليونان " لن يقصي إذن نهائيا خلال السنوات القادمة في المقام الأول الأحزاب المحتجة التي تقدمت فحصلت على أكثر من 30 °/° في المجموع من الاصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية .

وفضلا عن ذلك ، في حالة إذا ما تعمقت الأزمة ، لا يجب أن نقلل من احتمال حدوث انقسام في الحزبين المهيمنين الدزب الاشتراكي وحزب اتحاد من أجل حركة شعبية .

7- هاته الأزمة المالية للاتحاد الأوربي هل تهدد أن تنتقل عدواها إلى فرنسا ؟ يقال أن بعدما إسبانيا فالدور سيأتي على فرنسا ، ما رأيكم في ذلك ؟

الأزمة المالية ، بعبارة أخرى ، أزمة الديون السيادية واليورو أصابوا من قبل فرنسا . الفرق بين معدلات الفائدة في سندات الحكومة بين المانيا وفرنسا وصلت إلى 1.3 °/° ( أو 130 نقصة أساس ) . هذا هو الفارق نفسه ، بل لا ، فرق أكبر من ذلك الذي كان سائدا قبل وجود منطقة اليورو . في الواقع ، اختفى الامتياز الوحيد الذي كان يسمح لنا بالاقتراض بمعدلات أسعار مطابقة لألمانيا .

في الواقع ، فسلسلة عدوى الأزمة أضحت معروفة . الوضع في اليونان له تأثير مباش على الوضع بالبرتغال . تدهور حالة البرتغال لها انعكاسات سلبية على إسبانيا ، وهذا سيؤدي لا محالة ألى تدهور الوضع المالي بإيطاليا .

مشاكل هاته الدول بكل تأكيد مختلفة . فالمشكل الإسباني مرتبط بالاقتصاد الذي يعتمد بشكل كلي على الخدمات والبناء . انهيار هاته الأنشطة تحدث بطالة قوية التي ارتفعت إلى 25 °/°من مجموع القوى العاملة و 50 °/° من الشباب الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين سنة . أما المشكل في إيطاليا فهو مرتبط بالنمو الواهن ، مخنوق من خلال سعر الصرف الذي أصبح لا يطاق لهذا البلد . في هذا السياق ، فالديون المتراكمة لم تتوقف عن الارتفاع ، حتى وصلت اليوم 120°/° من الناتج المحلي الخام ، وتتكاثر على نفسها عبر آلية الفائدة . عندما يكون لديك مثل هذا الدين ، فسعر الفائدة بمعدل 4 °/° يعني ذلك أنه يجب دفع فائدة بنسبة 4.8 °/° من الناتج المحلي الخام كل سنة . وإذا ما ارتفع السعر إلى 5 °/° سيكون 6 °/° من الناتج المحلي الخام الذي يجب دفعه .

فإيطاليا محكومة عليها إذن بعجز دائم أكثر أهمية في وضعية حيث اقتصادها لا يمكن أن ينمو . هاته الاختلافات تعــني من الناحية البنيوية أنه ينبغي أن لا تكون هناك عدوى لأن مشاكل هاته الدول مختلفة ، رغم أم مصدرها موحد وهو اليورو . وهذا بسبب العملة الموحدة الذي جعل إسبانيا لن تتخصص في الصناعة وتخصصت في الخدمات والبناء . وإيطاليا تعاني من المبالغة في قيمة سعر الصرف بسبب اليورو . ومع ذلك ، فإن آلية أسعار الفوائد مهمة بالنسبة لإسبانيا وحاسمة لإيطاليا . لذلك فإن رد فعل الأسواق المالية كانا هو المرور نحو هاته الاختلافات والتفكيرف ي النهاية في سلسلة العدوى التي تكلمتُ عنها .

من الواضح أنه عندما تتأثر إسبانيا وإيطاليا ، بمعنى آخر عندما يتجاوز مرة أخرى سعر الفائدة لهاتين الدولتين المقترضتين 6°/° ( يوم 9 مايو ، بإسبانيا 6.04 °/° و 5.7 °/° بإيطاليا ) ، فالدور على فرنسا قريب . الجميع يدرك ، وكما أننا لا نقولها ، فإذا ما أُجبرت إسبانيا وإيطاليا الخروج من منطقة اليورو ، فإن فرنسا لا يمكن أن تبقى داخله .

8- يعتقد البعض أن التناوب السياسي في فرنسا يمكن أن يحيي الاتحاد الأوربي ومنطقة اليورو . هل الانقسامات والصراعات ستحتدم أكثر ؟ خصوصا ونحن نخشى العلاقات الفرنسي ألمانية . فألمانيا كانت معارضة لهولا ند وغيرت رأيها عندما تأكدت أن له حظوظ قوية لانتخابه . هل يمكن للبلدين أن يتفقا في المواضيع المتنوعة كثيرا ؟

أ علن فرانسوا هولاند بصراحة أن الأولية لأوربا . ولكن في نفس الآن ، يريد إعادة توجيه السياسة الاقتصادية لأوربا . والحال أنه لا يمكن أن يفعل ذلك إلا على حساب أزمة مقصودة ومسؤولة للاتحاد الأوربي ومنطقة اليورو . اتفاق وسط ، في الوقت الحاضر سيحدث شروطا لألمانيا إذا لم يتغير ميزان القوى فجأة . لكن يبدو أن هاته الأخيرة عاجزة عن فهم أن ما هو صالح لها ليس ضروري بالنسبة لأوربا .

في خطابات فرنسوا هولاند ،ومنذ مدة ، قصور في التفكير في البناء الأوربي على أساس توازن القوى . هذا أخذه عن معلمه جاك ديلور . هاته التقاليد جديرة بالاحترام ولكن عديم التأثير في وجه المشاكل التي تواجهها أوربا الآن . هذا العجز عن إدانة الفشل ليس السياسي وحده ولكن أيضا ، بشكل أعمق ، أوربا نفسها . لأن سلامة الاتحاد الأوربي ، وإنقاذها يمكن أن يحصل ، إذا ما لم يتأت إعادة الإحكام العميق والشامل في السياسة الاقتصادية للاتحاد الأوربي وهذا ما سينطوي على درجة عالية من المواجهة .

9- فرنسا تريد إعادة المفاوضات من جديد حول المعاهدة الأوربية. هل تعتقد أن ذلك ممكن ؟ والارتفاع في ميزانية العجز مطلوب بإدخال تعديلات على المعاهدة ، ألن يضعف من الميزانية العامة ؟

موقف فرانسوا هولاند ارتكز على أنه يريد ميثاق حول النمو وفي نفس الوقت ميثاق الانضباط المالي ، وأعتقد أنه على صواب أن يركز على النمو. ومع ذلك ، فالألمان ، وكذلك رئيس مجموعة اليورو السيد جان كلود جانكير ، قالوا بوضوح انه من المستحيل إعادة التفاوض حول المعاهدة المثبتة أصلا.

منطقيا ، لا ينبغي الإقرار بهاته المعاهدة بسبب القيود الدستورية التي تتضمن فقدان السيادة وخصوصا في مجال الميزانية التي تحث عليه . من دون تصديق فرنسا عليها ، فالجميع يفهم ان هاته المعاهدة ستختفي وبسرعة من الأفق السياسي . لكن ليس هذا ما سيحدث ، على الأقل أنا خائف . صراحة ، فالحكومة الفرنسية تحصل على بعض الفتات كــ" التزام " دون أن تكون مجبرة على النمو خارج المعاهدة ، على سبيل المثال الاتقاف على إعادة رسملة البنك الأوربي للاستثمار ، حيث أن فرانسوا هولاند يستحوذ بشراهة للإعلان أن فرنسا في اكتفاء ، ونحن سنصادق على المعاهدة. وعلاوة على ذلك ، عندما ستنكشف الأرقام الحقيقية للعجز والمديونية عن طريق عملية التدقيق التي سيقوم بها المجلس الوطني لتدقيق الحسابات ، حينها يُخشى أن يلاحظ ان الوضع أسوا بكثير مما نعتقد اليوم . وهذا سيعطي ذريعة لفرانسوا هولاند من اجل التبرئ من بعض وعوده .

10 - في اليونان ، الناخبون المعارضون الذين يعارضون سياسية التقشف والذين صوتوا بكثافة لحزب اليمين المتطرف يتهيئون لإسقاط الحزب الحاكم . هل يمكن أن يؤثر هذا الوضع على منطقة اليورو ؟ هل تعتقد أن الدول الأوربية التي تعيش في الازمة قد تخرج من منطقة اليورو ؟

أولا من الخطأ ، القول أن الناخبين اليونانيين صوتوا بكثافة لصالح اليمين المتطرف . فحزب " الفجر الذهبي " لم يصل إلى 7 °/° من الأصوات ، ولم يحصل إلا على 21 من أصل 300 برلماني . ليس هذا ما يمكن أن نسميه " تصويتا واسعا " .

واللافت للانتباه هو من جهة كون الحزبين اللذين يشكلان الائتلاف في السلطة ( باسوك الاشتراكي والحزب الديمقراطي الجديد ) تجاوزوا أكثر من 65 °/° من الاصوات مقابل 32 °/° ، ومن جهة أخرى فحزب اليسار المتطرف " سيريزا " تجاوز 16 °/° وحصل على 52 برلمانيا ، مما جعله ثاني قوة سياسية في اليونان .

عموما ، يريد كل من حزب باسوك الاشتراكي والحزب الديمقراطي الجديد من خلال هاته الانتخابات القيام باستفتاء الموافقة على الاتفاقات التي عقداها مع الاتحاد الأوربي ومنطقة اليورو ، وثلثي الناخبين اليونانيين رفضت هاته الاتفاقات .

يجب أن تؤخذ هاته النتائج بعين الاعتبار ، ومن ثم على الاتحاد الأوربي ان يظهر جانبا من الديمقراطية ، الحقيقية التي يمارسها ، في حين فهو ينمق بياناته الرسمية . في العمق ، من الواضح أن الخروج من منطقة اليورو ، والعودة إلى العملة الوطنية وتخفيض قيمة العملة بـــ 50 °/° سيكون أقل سوءا بالنسبة لليونان من المذكرة الدبلوماسية للاتحاد الأوربي. بشكل عام ، بالنسبة لعدد من البلدان ( اليونان ، البرتغال ، إيطاليا ) فالحل المنطقي سيكون هو الخروج من منطقة اليورو ، بل حتى لحالة فرنسا ، قد أظهرت الدراسات الاقتصادية أنه في صالحنا الخروج من المنطقة.

نعم فالعديد من السياسيين يقولون ان هذا يمهد لانفجار الاتحاد الاوربي . لكنهم يتناسون ان هناك دولا من الاتحاد الاوربي التي ليست أعضاء في منطقة اليورو ، مثل ابريطانيا والسويد . فالخطاب الكارثي حول أوربا والمتعلق بمنطقة اليورو يبدو لي غير مبرر (مؤسس ). ليس هناك غرض لخلق حالة من الذعر في أوساط الرأي العام لجعلها في الأخير تقبل بالحفاظ على منطقة اليورو حيثيات يقاس الآن جميع الآثار السلبية وكذلك الكلفة الأكثر اهمية بالنسبة للسكان .

11- إصلاح الاتحاد الأربي أمر ضروري . في أي اتجاه ينبغي السير به ؟ وما هو المستقبل الذي نتوقعه بالنسبة للاتحاد الأوربي؟

إصلاح الاتحاد الأوربي هو في الواقع ضروري . ينبغي أولا على الاتحاد الأوربي أن يعترف أنه كان من الخطأ المضي في التوسع دون مبدإ ، وعليه أن يستخلص النتائج . كان من المناسب اعتماد قاعدة " الاختيار / الانسحاب " التي تسمح بعدم الحفاظ إلا على الدول التي يمكن أن تتحمل قواعد الجماعة . إننا سنصل إذن إلى اتحاد أوربي يشتغل في شكل دوائر مشتركة المركز ، مع مستويات من التكامل المختلفة .

يجب على الاتحاد الأوربي أن يستخدم وبسرعة الحماية الجمركية على حدوده لحمايتها من الدول التي تعمل إما للتحطيم الاجتماعي وإما للتحطيم الإيكولوجي ( البيئــي) . ينبغي أخيرا تحقيق بين الدول التي هي على استعداد لإجراء ملائمة في القواعد الاجتماعية والمالية ، ولو تطلب ذلك تعويضات مالية (الرسوم الجمركية الداخلية ) بين الدول التي تقبل هاته الملائمة الاجتماعية والمالية والدول الرافضة لها .

12- طبعا ، أن هذا التناوب الذي تحقق منذ 17 سنة سيبعثر كثيرا المشهد السوسيو سياسي لفرنسا . ما هي التغييرات التي تتوقعون ؟

التناوب السياسي حقا مهم ، لكن لا اعتقد انه سيبعثر المشهد السوسيوسياسي . نحن لسنا في سنة 1981 ، حينما انتخب فرانسوا ميتران . فالآثار الحاسمة في الازمة ، في الحاضر والمستقبل ، ستكون ذات شأن على المدى البعيد . يمكن أن يحصل التغيير نحو الأفضل ، إذا ما أظهر فرانسوا هولاند الشجاعة والعزيمة في علاقته مع ألمانيا و بروكسيل . أزمة مسؤولة ومختارة ـ يمكن القول مقصودة ـ ستوحد الآن أولئك الذين ليسوا إلا أغلبية بالخطأ إلى أغلبية في المشروع حقا .

لنضع جانبا التدابير أحادية الجانب ، والتصرف عند اللزوم عن طريق المصادرة ،ففرانسوا هولاند يمكن أن يتوقع إحياء النمو ويجيز توزيعا أفضل للدخل الذي ، كما نتذكر ، كان السبب في انتخابه . لكن يمكن أيضا أن يحصل الأسوأ مع فرانسوا هولاند الراضي طواعية أو كرها للأوامر المفروضة من طرف الألمانيين وبروكسيل مع تصميمهم على سياسة التقشف دون تحديد إعادة تجديدها . في هاته الحالة ، ليسهل هناك أي شك أنهما سيفقد وبسرعة المشروعية التي اكتسبها حاليا . سنشهد إذن أزمة سياسية مستشرية ، وستعرف الأحزاب المحتجة (الرافضة ) اليمينية واليسارية على السواء ، في هاته الحالة ، مستقبلا مشرقا .

13- فرنسا بلد يعتمد بشكل كبير على النووي . وقد وعد هولاند بتقليص نسبة من الطاقة النووية . هل سيفعل ذلك بشكل ملموس ؟

نحن نعلم بالطبع التدابير الرمزية في هذا المجال كما التزم بها فرانسوا هولاند في حملته الانتخابية . لكن القدرة على التنافسية في الاقتصاد تعتمد على ضعف تكلفة سعر الكهرباء بناء وبدقة على الطاقة النووية . فتكلفة تطوير الطاقات المتجددة ما تزال مرتفعة . فالمحركات الهوائية ما زالت باهظة الثمن ، والطاقة الحرارية الارضية المنخفضة تزيد من مخاطر الزلازل الأرضية الممركزة ، وأخيرا ، فالصورة الكهربائية العليا ( فوطوفولتاييك ) غير مربحة في الوقت الراهن دون دعم مهم . ليس هناك ،الآن، على المدى القصير بديل على الطاقة النووية ، يجب على فرانسوا هولاند ان يدرك هاته الحقيقة .

ولكن يتعين عليه ان يفكر في ذلك على المدى الطويل . والحال ، أن هذا إحدى مشاكل الاقتصاد الفرنسي ، فلم تعد لنا مؤسسة قادرة على وضع استراتيجية على مدى 20 أو 25 سنة ، وهذا امر ضروري بمجرد أن تناقش مشاكل الطاقة . أهم مساهمة ممكنة لفرانسوا هولاند يمكن أن تتم عبر إعادة بنا المؤسسة الفرنسية للتخطيط الاستراتيجي ، بما في ذلك الحاجة الملحة سواء لمجال الطاقات المتجددة او في مجالات أخرى ، إذ تصبح المنفعة واضحة من أجل بناء انسجام مع شركائنا الأوربيين في السياسة الصناعية .

14- هولاند وعد بسحب القوات الفرنسية وبسرعة من أفغانستان . هذا يتضمن تغيير محتمل في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية . ما هي التغييرات التي تتوقعونها ؟

هذا الإجراء إلى حد كبير رمزي . فالانسحاب سيكون بالنسبة لفرانسوا هولاند فعال مع نهاية سنة 2012 ، في حين كان سيتم ، إن تتبعنا روزمانة نيكولا ساركوزي ، مع نهاية سنة 2013 ، فالفرق ليس كبيرا جدا . ....بالعكس ، ومن الواضح أن العلاقة مع الولايات المتحدة ستتغير . فنيكولا ساركوزي أضحى بحكم الضرورة حليفا قويا للقرارات الأمريكية . نأمل أن لا تكون كذلك مع فرانسوا هولاند . أما في مسألة مشروع الدفاع الصاروخي الذي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية بأوربا ، والذي يشكل سبب الصراع مع روسيا ، وسياسة توسيع الحلف الأطلسي ، فمن الواضح أننا نتوقع اختلافات كبيرة بين باريس وواشنطون .

15 – أي تغيير متوقع بالنسبة لكوريا الجنوبية ؟

بالنسبة للاقتصاد الكوري ، فالمشكلان الرئيسيان هما الانخفاض القوي لليورو الذي تعرفه حاليا المنطقة ، والمخاطر المتزايدة بالنسبة لليورو نفسه . من وجهت النظر هاته ، إذا توصل فرانسوا هولاند ، وبمعجزة ، إلى تغيير السياسية الاقتصادية للاتحاد الأوربي ، فهذا لا يمكن إلا أن تكون له نتائج إيجابية على كوريا .

في المجال السياسي ، يُتوقع أن الرؤية الدولية لفرانسوا هولاند ستكون أقل اتفاقا ومحافظة من سلفه ، وسيسلط الضوء في البداية على المبادئ الدبلوماسية في عالم متعدد الأقطاب . ففرنسا كانت غائبة في آسيا على حد كبير ، الصين في غالب الأحيان ، واليابان الدولة الوحيدة التي تٌؤخذ بعين الاعتبار . ولكن ينبغي أن تكون لدينا سياسة أسيوية حقيقية ، وهذا يعني منطقيا تعزيز علاقتنا مع كوريا .


عن صحيفة ماريان 2 الفرنسية ليومه 20 مايو 2012


Kacem30cha@hotmail.fr

سندرج صورة
لجاك سابير الخبير الاقتصادي الفرنسي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.belboul.yoo7.com
 
ســـابير : يمكن لهولا ند إعادة توجيه أوربا دون إحداث أزمة ، ترجمة قاسم شرف ــ فرنسا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مواجهة فلسفية: من أجل أفكار قوية لتجنب مآزق العولمة، ترجمة قاسم شرف - فرنسا
» المجلس الجهوي لتجمع مسلمي فرنسا بالجنوب يعقد ندوة حول تربية الأطفال / متابعة قاسم شـــرف - مونبوليي/ جنوب فرنسا
» من سيحكم فرنسا؟ بقلم قاسم شرف كاتب صحفي مقيم بفرنسا
» تونس ومصر: أي مستقبل ينتظرهما؟ بقلم الأستاذ قاسم شرف ــ كاتب صحفي ـ فرنسا
» أقلام من أدب المهجر / Le thé n'a plus la même saveur يتولى تنشيطها الأستاذ الفاضل قاسم شرف ، فرنسا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
في رحاب الجامعة :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: