بدر طاهري: برنامج مقاولاتي فاشل وثقافة الأعيان يجب أن تنتهي نورالدين لشهب من مكناس
2011-10-06 23:06
بدر طاهري من الشخصيات الشابة المعروفة بمدينة مكناس في عالم الاقتصاد والمال، وجه معروف في الإعلام الناطق بالفرنسية، لأنه خريج إحدى المدارس العليا في التجارة من فرنسا، ويتقن التواصل بالفرنسية أكثر من العربية، أجرت معه القنوات والجرائد الناطقة بالفرنسية الكثير من الحوارات والتحقيقات حول موضوع الاستثمار بالمغرب، وخاصة حول موضوع استثمار الشباب.
وبدر من مواليد 1981 بمكناس، متزوج من شابة لبنانية وله منها طفل، ينحدر من عائلة يعتبرها أهل مكناس من الأعيان بمنطقة مكناس تافيلالت، إذ قدم والده أحمد طاهري من نواحي الراشيدية إلى مكناس مع بداية السبعينات من القرن الفائت، وتابع دراسته بفرنسا وتفرغ لمشاريعه الاقتصادية، على عكس ابنه الشاب بدر طاهري الذي تمرد على ثقافة الأعيان كما أبناء جيله، ويرى سبب هذا التمرد له حجيته المعرفية والسياسية معا، لأن مفهوم "الأعيان" يكتنفه غموض في الثقافة ولبس في الترجمة، فكلمة NOBLE ليست هي الغني المعروف بالمغرب دائما، والذي يركن إلى الأتباع والمريدين الذين يصنعهم على مقاسه ومصالحه الخاصة من اجل تعزيز موقعه في القبيلة والدوار والحي والمدينة، ودون الدخول في كثير من التفصيل في الموضوع، يرى طاهري أن ـ "الأعيان" بالمغرب، عليهم أن يكونوا مواطنين حقيقة لاسيما في هذه المرحلة التاريخية العصيبة التي يجتازها المغرب، فالمغاربة، حسب رأيه، كلهم مواطنون، كما أن الاستثمار بالمغرب يجب أن يكون استثمارا مواطنا كذلك، ولذلك فشركاته تؤدي أكبر دخل من الضرائب في مكناس، وأجرة المستخدمين في مشاريعه الخاصة تتراوح بين 4000 درهما و30 ألف درهما، وبهذا استطاع أن يساهم فيما سماه La mobilité sociale من موقعه كمستثمر. ويضيف في دردشة مع "هسبريس" " أرى أن مصلحتي الشخصية متعلقة بالتنمية المحلية لمكناس، ومتعلقة أيضا بالقدرة الشرائية للساكنة، ولهذا فأنا أول من يشارك في هذه التنمية، فالمستخدم الذي يحصل على أجرة محترمة، يستطيع شراء مسكن أو بناءه، وهذا البيت أنا من موقعي كمستثمر من يتكفل ببيع مستلزمات البناء، إذن أنا هنا مساهم ومستثمر ومستفيد في الآن ذاته".
يشعر بدر بأنه مُحارب من جهات معينة، والسبب برأيه " لأني لا أومن بشعار "باك صاحبي" ولم أعط، في يوم من الأيام، قرشا واحدا كرشوة من أجل قضاء مصالحي، فشركاتي كلها تؤدي الضرائب، والذين يحاربونني إنما يدافعون عن مصالحهم الشخصية".
أما عن علاقة الاقتصاد بالسياسة، وعن مشاركة رجل "الشكارة" في السياسة من أجل تحصين مصالحه الشخصية وتعزيز مكانته في عالم الاقتصاد والمال، يرى طاهري بأن الناس في الميدان الاقتصادي لهم كامل الحقوق للمشاركة في السياسة المحلية والجهوية والوطنية، ومن مصلحة السياسي أن يكون إلى جانبه نخبة اقتصادية شابة ولها كفاءة وتكوين في الميدان للدفاع عن الاقتصاد الوطني، بما تحمله كلمة وطني من معنى، يضيف طاهري.
وعن علاقته بشباب حركة 20 فبراير بمدينة مكناس، باعتباره أيضا من شباب المدينة، فـ"حركة 20 فبراير، "هي حركة محترمة وناجحة في مسارها، ونجحت في تحقيق مطالب ومكاسب، كما أنها سرًعت وتيرة الإصلاحات التي كانت تنادي بها بعض الأحزاب والنقابات طيلة فترة الاستقلال ولم تستطع أن تحقق شيئا" قبل أن يردف " كنت أساند حركة 20 فبراير قلبا وقالبا إلى حدود الاستفتاء، ولي علاقة جد طيبة مع مناضلي الحركة بمكناس من جميع الاتجاهات بما فيها العدل والإحسان، ومنهم أصدقائي، نتفق ونختلف وهذا لا يفسد للعلاقة بيننا أي قضية، ولكن بعد الإعلان عن الدستور الجديد، أرى اليوم يجب العمل على تنزيل بنود هذا الدستور.. وأرى أن عزوف الشباب عن السياسة يشكل خطرا على مصداقية الاستحقاقات المقبلة وعلى الاستقرار والأمن، وبالتالي على الاقتصاد، والمشكل هنا لا يؤول للشباب وحده كما نسمع للبعض، ولكن المشكلة تؤول أكثر إلى الأحزاب السياسية التي غيًبت الديمقراطية في ثقافتها السياسية والتناوب على القيادة وتغييب الشباب، والاستخفاف بمقترحاتهم، ولكن مع ذلك فإننا نعيش اليوم مرحلة سيحسم فيها مصير جميع المغاربة، ولذا يجب على الشباب تحمل المسؤولية والانخراط في الأحزاب والتمكين من إنشاء قوة اقتراحية عبر المشاركة في القرارات التي تخص ما هو محلي وجهوي ووطني".
بدر طاهري له موقف شخصي مما يسمى من "برنامج مقاولاتي" التي أعدته الوزارة المكلفة بغرف التجارة والصناعة، فهذا البرنامج، حسب رأي طاهري، كان فاشلا بالمغرب بشكل عام ومكناس على وجه التحديد، حيث تم تقديم 74 ملفا لم يقبل منها سوى تسع ملفات، وهذه الملفات التسع لم يحالفها الحظ، وكان الفشل قرينها، ويرى بأنه يجب دعم الشباب أولا حول الضمانات في القروض، واعتماد الكفاءة كمعيار أساسي وليست الضمانة المادية وحدها كافية، فالشاب الذي له كفاءة في ميدان المعلوميات يبقى "يدور" بين الإدارات والأبناك مدة عامين، ومن المعلوم أن ميدان المعلوميات متطور ويحتاج إلى تكوين مستمر، وحين يحصل على الدعم يكون مشروعه فاشلا ولا شك، لأنه سيشعر حينذاك لا محالة بأنه أصبح متجاوزا، إذ يعد بمقدوره مواكبة المستجدات في ميدان تخصصه. أما عن دعم 250 ألف درهم فإنها غير كافية من اجل استثمار كاف ومريح كما جاء "برنامج مقاولاتي"، ذلك أن هذا القدر المالي يكفي الشاب للاستثمار في "تليبوتيك" ليس إلا. لأن ميدان المنافسة أكبر من طاقته. ويقترح طاهري أن يتم لم شمل الشباب في إطار تعاونيات، لأن نموذج التعاونيات بالمغرب ناجح إلى اليوم، فثقافة المغاربة عبر التاريخ لها عمق وتجربة في النموذج التعاوني كما هو مقرر ومعلوم، على عكس التجربة الراهنة التي يتم فيها "العبث بالفلوس بشكل عشوائي" طبقا للعلاقات الخاصة "باك صاحبي" التي تجعل الشباب ذا الكفاءات يعيش الضياع المتمثل في البطالة. " أقول دائما ــ بالرغم من أني من عائلة تنحدر من الأعيان ــ على هذه الثقافة، أي ثقافة الأعيان بشكلها السلبي والممقوت من لدن شباب اليوم، أن تنتهي من الثقافة السياسية المغربية في وقتنا الراهن، ولا سيما في هذه اللحظة العصيبة التي تجتازها البلاد، يجب على هذه الثقافة أن تنتهي من القاموس السياسي المغربي وإلى الأبد إن أردنا تقدم البلاد والاعتراف بالكفاءة عوض الولاء إلى فلان أو علان" يضيف بدر طاهري
الثلاثاء أكتوبر 11, 2011 9:48 am
