لقاء بعين اللوح يسلط الضوء على الاختلالات
التي تشوب المنطقة ويقترح جملة إجراءات لتأهيلها
إفران/2 مارس 2012/ شكل لقاء عقد أمس بالجماعة القروية عين اللوح بإقليم إفران مناسبة لتشخيص وضعية المنطقة على جميع الاصعدة واقتراح جملة من الاجراءات تروم تأهيلها والاستجابة لحاجيات الساكنة.
وتميز هذا اللقاء الذي ترأسه عامل إقليم إفران السيد جلول صمصم بحضور رئيس الجماعة والمنتخبون ورؤساء المصالح الخارجية وممثلو السلطة المحلية وجمعيات المجتمع المدني، بمناقشة عدد من القضايا التي تشغل ساكنة الجماعة وتنميتها.
وأبرز السيد صمصم في البداية أن هذه المبادرة التي ستكرس كتقليد في كل جماعات الإقليم، تروم بالأساس الاستماع إلى الساكنة ولتطلعاتها والوقوف عن قرب على جميع المشاكل التي تعانيها كل منطقة على حدة وبحث سبل معالجتها في إطار مقاربة تشاركية.
وأوضح عامل الإقليم أن أهمية هذا الورش تكمن في تعبئة الإمكانيات والمؤهلات التي تزخر بها الجماعة عبر اعتماد حكامة جيدة في التدبير لمواجهة كل الإكراهات التي تحد من تنمية المنطقة وتحسين مستوى عيش الساكنة وذلك من خلال إنجاز مشاريع مدرة للدخل وتشجيع الأنشطة التحويلية ، وتنزيل مقتضيات مخطط المغرب الأخضر .
وأوضح السيد صمصم أن المنطقة في حاجة إلى الاهتمام أكثر ببعض الزراعات البديلة التي أضحت تحتل مكانة متميزة مقترحا -على سبيل المثال- تخصيص جزء من الأراضي المخصصة للحبوب للأشجار المثمرة لتحسين دخل الفلاحين بالجماعة وتأهيل قطاع النباتات الطبية والعطرية.
وأشار إلى أن المنطقة حيث إنتاج الكرز يشكل 45 في المائة من الإنتاج الوطني تزخر بإنتاج زراعي مهم ومتنوع يشمل التفاح واللوز والخوخ وغيره، تستدعي تثمينها، إلى جانب الحفاظ على المجال الغابوي الغني.
وأبرز أن ميزانية الجماعة التي تناهز 118 مليون برسم السنة الجارية، والتي سترصد لتقوية مختلف القطاعات كالتجهيز ، والتعليم ، والصحة ، والسكن ، والمياه والغابات، والشباب والرياضة ، والربط بشبكة الماء الصالح للشرب والكهرباء، تبرز مدى أهمية الاستثمارات العمومية.
وأضاف أن قطاع الصناعة التقليدية الذي شهد تطورا مهما بالجماعة من خلال خلق تعاونيات نسائية تنتج، في حاجة إلى دعم لتسويق هذا المنتوج والتعريف به، أما قطاع السياحة – يضيف - في حاجة إلى استثمار المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها عين اللوح لخلق بنية تحتية سياحية تستقطب الزوار وتساهم في الحركة الاقتصادية والثقافية.
من جانبه استعرض محمد البهوات رئيس الجماعة القروية لعين اللوح عددا من القطاعات التي تحتاج إلى تأهيل كالصحة عبر توفير مزيد من الموارد البشرية وتكثيف الحملات الطبية ، والتعليم عبر فتح مدارس جماعاتية، والشباب والرياضة عبر توفير ملاعب القرب ودور الشباب ،وخلق فرص للشغل عبر توزيع أكشاك لفئات سيتم تحديدها ، وخلق مشاريع مدرة للدخل.
كما تطرق إلى عدة مشاكل بالجماعة كالبناء العشوائي، وتدهور المسالك الطرقية ، وقضية أراضي الجموع ، مضيفا أن قطاع الثقافة يشهد هو الآخر شبه ركود بالمنطقة التي تحظى بمهرجان وحيد يحتاج إلى مزيد من الدعم ليصبح عنوانا بارزا للمنطقة على غرار بعض المهرجانات الوطنية.
وتم بعد ذلك استعراض تقرير حول المخطط الجماعي لتنمية المنطقة الذي أعده فريق من جامعة الأخوين لبلورة تصور تشاركي حول جميع القضايا التي تهم المنطقة وتشخيص اقتصادها وماليتها والمرافق العمومية والتجهيزات التحتية ومخطط العمل بالجماعة.
وتناول التقرير قضايا الطرق والانارة، والماء الصالح للشرب، والتعليم والصحة ،والسكن والنقل والمواصلات والفلاحة وتربية الماشية وخشب التدفئة ،والثروة الغابوية ومشاكل البيئة والشباب والأطفال والحكامة المحلية والنسيج الجمعوي والمؤسسات، ودور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمخطط الأخضر والتشغيل.
وقدم الفريق الذي اعتمد على 23 زيارة ميدانية، والاستماع إلى الفعاليات المحلية من منتخبين وجمعيات وإداريين، وترتيب الأولويات لقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاجتماعية، مجموعة من الاقتراحات والحلول.
وتميز اللقاء بتدخلات عدد من الفاعلين الجمعويين والمستشارين في الجماعة ، الذين اعتبروا أن اللقاء محطة هامة لتصحيح مسار الجماعة ووضعها على سكة التطور ، وتقدموا من جهتهم بمقترحات تروم النهوض بمطقتهم .
وخلص اللقاء إلى التأكيد على أن كل الاقتراحات وانشغالات الساكنة سيتم تسجيلها وأخذها بعين الاعتبار ودراستها في إطار لجنة محلية تحدد الأولويات لتأهيل الجماعة وتتبع عملية معالجتها، إلى جانب مواصلة مثل هذه اللقاءات التشاورية.